غريب طواه الليلُ محتضنًا
وجاز بلاد الله بلا عقل مختمرًا
تاه وحيدّا، تارك وراءه مخالب النقم
لا خير في دهر لم يداوِ جرحه عن السقم
يا لفيض خواطر الفتى فاضت دمعًا ثم دمًا
وحن فلم يجد في فمه سوى قول صادمِ
ما حواه رسمٌ ولا وعته عقول ومفاهم
خالٍ من الأوجاع غيره وقلبه بين مشارط الجراح يرتمي
خاب ظني كلما صدقته والتزمت الصمت من فمي
وبت على جمر كاتم آهٍ وغائب عن كل المراسم
وفي عُرْسِ الهوى أشاهد وأرسم بسمة من فمي
في العُلا شاهدتها، وبين ضلوعي وجدتها
واليوم دار الكأس وشربت من رهين المحبسين يئوس ومعاتم
فالدنيا لا تعطيك ملء كفيك إلا غم وحزن
وقد تفارق الأحباب مشاهِدًا أو مشاهَدًا فوق نعش بلا علم
عليه نقش وزخارف وكأن الحياة من وجودك تنتقم
وصار مودعوك يترحمون ولما عادوا ضحكاتهم لم تُكتمِ
غريب أنت في موتك وغريب في وجودك وغريب في الكفن